انطلقت، أمس، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للجمعية الدولية لإعادة وبناء المفاصل الصناعية ICJR، لمناقشة كل ما هو جديد في مجال تركيب المفاصل الصناعية وأحدث التقنيات العالمية، بحضور 13 خبيرًا دوليًا من أمريكا وأوروبا في مجال جراحة العظام، بالإضافة لستة خبراء من الشرق الأوسط وقرابة 700 أخصائي واستشاري من جميع الجامعات المصرية.
وحذر المشاركون من مشاكل مفصل الحوض والركبة مثل خشونة الركبة، باعتبارها أكثر شيوعًا في مصر مؤخرًا ويعاني منها كثير من المرضى، ومن أسبابها التقدم بالعمر خاصة لمن فوق سن الستين عاماً، ولمن يعانون أيضا من زيادة في الوزن.
وفي كلمته، قال الدكتور إبراهيم جادو، رئيس الجمعية واستشاري جراحة العظام والركبة والمفاصل الصناعية، إن المؤتمر هذا العام استمر على مدار ثلاثة أيام، وضم تسع ورش عمل تم من خلالها مناقشة الجديد في مجال تركيب المفاصل الصناعية خاصة مفصل الحوض والركبة وعمليات تغيير المفصل، بحيث يتم عمل العملية للمريض وخروجه في نفس اليوم، عكس العمليات التي يجلس فيها المريض عدة أيام بالمستشفى، مما يُحسن حالته الصحية والنفسية، وأيضا استخدام الروبوتات في عمليات تركيب المفاصل الصناعية لتقليل نسبة الخطأ والحصول على أعلى وأفضل النتائج.
وأضاف «جادو» أن الجمعية الأمريكية لإعادة وبناء المفاصل ICJR تأسست في أمريكا عام 2010، وضمت مجموعة من جراحى العظام الأمريكيين، حيث إن أمريكا متطورة جدا في مجال العظام، ثم انتقلت الفكرة بأن يحدث نفس المؤتمر في الشرق الأوسط وبدأ في مصر عام 2014 بالتعاون مع الجمعية الأمريكية.
وتابع: مؤتمر هذا العام دعمته الجمعية الأمريكية بمجموعة من الخبراء الأجانب المتخصصين في مجال تركيب المفاصل الصناعية بحوالي 5 من أمريكا و8 من أوروبا، بهدف تبادل الخبرات مع الاستشاريين المصريين مما يتيح الفرصة لعرض حالات المرضي المصريين، وأيضا تطبيق أحدث التقنيات والعلاجات مما يسهم في فرص علاج أفضل للمريض المصري.
وأوضح الدكتور «جادو» أن آلام ومشاكل المفاصل تحدث نتيجة أسباب عديدة، منها التقدم بالعمر أو أسباب مرضية مثل “الروماتويد والذئبة الحمراء” وغيرهما من الأمراض، أو أسباب وراثية يكتسبها المريض جينيا.
أما عن طرق الوقاية لتجنب آلام ومشاكل المفاصل، أكد أن ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين وتقليل الوزن باتباع نظام غذائي صحي هى أفضل الطرق لكي نحمي أنفسنا من أمراض ومشاكل المفاصل المنتشرة.
من جهته، قال دكتور إبراهيم الجنزوري، أستاذ جراحة العظام بكلية طب جامعة عين شمس، إن المؤتمر ناقش أيضا جميع الأمراض المتعلقة بالمفاصل خاصة مفصل الحوض والركبة، وطرق العلاج المختلفة سواء العلاج الدوائي أو التدخل الجراحي وكل العلاجات الجراحية الحديثة، بمشاركة فعالة لأطباء من دول أجنبيه مثل أمريكا وإنجلترا والنمسا وبلجيكا واليونان، وأطباء من دول عربية مثل الإمارات والسعودية.
وأوضح «الجنزوري» أن ورش العمل التي تضمنها المؤتمر لتدريب شباب الأطباء على أحدث التقنيات وأحدث طرق العلاج وكيفية التركيب الأولي للمفصل، وكيفية التعامل إذا حدثت مضاعفات وإعادة العملية مرة أخرى بطريقة آمنة، وأنواع مفصل الركبة والتغيير الجزئي في مفصل الركبة، وأحدث المفاصل وكيفية تركيبها بزاوية ونسب آمنة دون مضاعفات، وكيفية تحضير المريض قبل وبعد العملية وكل ما له علاقة بجراحات مفصل الحوض والركبة.
وتابع: نحن كأساتذة جراحة العظام لا نلجأ للجراحة أولًا لكنها الحل الأخير بعد التدخل الدوائي، وهي فلسفة يتبعها أغلب أساتذة جراحة العظام، بينما نلجأ أولًا للعلاج التحفظي عكس المتعارف عليه أن من أنجح عمليات جراحة العظام هي عمليات تغيير مفصل الحوض والركبة، وهذه العمليات تحظى بأكبر نسب نجاح تصل إلى 95% وتتخطاها في بعض الحالات، وهذه العمليات استطاعت أن تغير حياة مرضى كثيرين للأفضل.
وأضاف «الجنزوري» أن نسب المرضى التي تقوم بعمليات تغير مفصل الحوض والركبة من 40- 50 ألف مريض سنويا في المستشفيات الخاصة ومستشفيات الجامعة ووزارة الصحة، وأصبح لدى الأطباء الخبرة في مثل هذه العمليات.
من جهته، قال دكتور وائل سمير، أستاذ جراحة العظام والمفاصل بكلية طب جامعة عين شمس، إن مشاكل مفصل الحوض والركبة مثل خشونة الركبة من أكثر الأمراض الشائعة في مصر والتي يعاني منها كثير من المرضى، ومن أسبابها التقدم بالعمر خاصة لمن فوق سن الستين عاماً، ومن يعانون من زيادة في الوزن، أو إذا كانت هناك مشاكل بالركبة في فترة الشباب مثل قطع في الغضروف الهلالي أو الرباط الصليبي أو اعوجاج في الساق، ومن خلال الفحوصات والأشعات نستطيع تحديد درجة الخشونة من الأولى إلى الرابعة، وإذا وصلنا للدرجة الرابعة، وهي التي يتآكل فيها الغضروف تماما مما يسبب احتكاك عظمة الفخذ بعظمة الساق، ففي هذا المرحلة لا يوجد حل سوى تركيب مفصل.
وتابع: هنا يجب أن نشرح ما هي عملية تغيير المفصل، لأن هناك اعتقادا خاطئا بأننا ننزع المفصل الموجود تماما ونقوم بتركيب مفصل صناعي، وهذا اعتقاد خاطئ تماما لأننا نقوم بإعادة تسطيح بنزع الجزء الخشن الموجود على سطح المفصل ونضع سطحا جديدا على كل من العظمتين، مما يمنع الاحتكاك المباشر بينهما والذي يسبب آلام شديدة.
أما فيما يتعلق بخشونة الحوض، فقال دكتور وائل سمير إنها تنقسم إلى نوعين، خشونة ابتدائية وهي أن هناك سببا أدى إلى خشونة، ومنها مشاكل الحوادث عندما يحدث كسر في مفصل الحوض أو كسر في عنق مفصل الحوض، ونعالجه أولًا بالتثبيت وهو ما يساعد في الحفاظ على مفصل الحوض، وتكون نسب النجاح كبيرة جدا ويستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية، وهناك جزء آخر تحدث فيه مشاكل مثل انقطاع الدورة الدموية عن المفصل أثناء الحادث، أو أن يحدث التهاب ميكروبي، أو أن الكسر لم يلتئم، وفي هذا الحالة ليس لدينا سوى نزع الجزء الذي حدثت به المشكلة ونقوم بعمل تغيير لمفصل الحوض، وهو يحظى بنسب نجاح عالية جدا تصل إلى 95%.
وفيما يتعلق بالعلاجات المغشوشة لخشونة المفاصل التي تذاع على بعض القنوات الفضائية، قال الدكتور وائل سمير إن هناك دورًا رقابيًا تقوم به وزارة الصحة ونقابة الأطباء لمقاضاة أي شخص يتحدث عن علاجات ليس لها سند علمي ويقوم بالترويج لها، ويجب علينا كأطباء نشر الثقافة الطبية السليمة عن طريق المؤتمرات وبعض البرامج الطبية لنشر الوعي لدى المواطنين.